
العادات السيئة تؤثر سلباً على الحياة ككل، وعلى الحالة النفسية بشكل خاص، وليس الأمر مقتصراً على الأمور المعلوم بأنها مضرة كالتدخين، فالكسل أيضاً عادة سيئة، وكذلك قضاء أوقات طويلة على التلفاز، وكلها تدمر الصحة التي هي أصل السعادة.[٣]
ويقول سيلرز إن الرواقيين يرون أنه ما دام كل شيء يتغير، فلا بد أن نغير أنفسنا لمواكبة التغيرات من حولنا.
وينبه سيلرز، إلى أن الهدف من الفلسفة الرواقية هو أن تعيش حياة سعيدة وهانئة، وأن تغير نظرتك للأمور حتى تشعر بسعادة حقيقة، لا أن تصبح متبلد المشاعر.
يُعتبر التوتر النفسي والقلق من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الشعور بالسعادة، فبعض الأشخاص ينتابهم التوتر النفسي بدرجة معتدلة وصحية دون الوصول لحالة متأزمة من التوتر، بهذه الحالة سيكون التوتر النفسي دافعاً لتجاوز الصعوبات والحصول على السعادة.
لا تعد الحياة البسيطة قراراً مفاجئاً تتخذه بلحظة؛ لأنَّ البساطة بوصفها فلسفة هي سبيلك للتخلص من عبء الحياة الثقيل على النفس، فهي توصلك إلى السعادة الحقيقية؛ لذلك تحدثنا في مقالنا عن كيفية تطبيق البساطة في الحياة اليومية.
الامتنان للنعم التي تمتلكها، والشعور بالرضا عن ما حققته، دون الاستمرار في السخط والغضب، وتجنب الشكوى المستمرة.
تؤدي السعادة دوراً حيوياً في تحسين جودة حياتنا على جميع المستويات، فهي تساعد على الصعيد النفسي على تقليل مستويات التوتر والقلق، وتعزيز الصحة النفسية، وهذا يؤثر إيجاباً في توازننا العاطفي، فالأشخاص السعداء يميلون إلى التفكير بإيجابية، والتعامل مع التحديات بكفاءة، وهذا يعزز من قدرتهم على التكيف مع الضغوطات اليومية.
من منا يستطيع أن يقضي نهاره بسعادة واسترخاء إن لم يحصل على النوم الكافي؟ بالتأكيد لا أحد!
والتوازن يحتاج إلى العفوية في العمل، فيعمل الفرد منا ما هو قادر عليه من غير تصنُّع وتكلف أمام الآخرين، لقد ساد المتوازنون على مَرِّ الدهر، وذاع صيتهم بقيامهم بأفعالٍ هي من سجيتهم؛ فقد ساد الأحنف بن قيس بحِلْمه، ومالك بن مسمع بحُبِّ العشيرة له، وقتيبة بن مُسلم بدَهائه، وساد المُهلب بهذه الخِلال كلِّها.
الاستقرار المالي وإدارة المال بطريقة مخططة ومدروسة وناجحة، يساعد على تحقيق السعادة والراحة النفسية، ويتم ذلك من خلال إنشاء مشاريع خاصة وعدم الالتزام بوظائف تعيق الحصول على الحرية المالية.
تحقيق الأهداف المهنية من مسببات السعادة، لكن الكثير من الناس يقعون في سبيل تحقيقها في فخّ العمل لساعاتٍ طويلة دون الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، وهنا تأتي أهمية إدارة الوقت وتنظيمه الذي يساعدك على تحقيق الموازنة بين أهدافك المهنية وحياتك الشخصية مع الأسرة.
السعادة هي الغبطة التي ندركها حينما نتحرّر من عبوديّة الأهواء ومن الخرافات والأحكام المسبقة. (سبينوزا)
يقولُ الرّازي في ذلك: (إن الإنسان يشاركه في لذة الأكل والشرب جميع الحيوانات، حتى الخسيسة منها، فلو كانت هي السعادة والكمال، لوجب ألا يكون للإنسان فضيلة في ذلك على الحيوانات)، ويُكمل في سياقٍ آخر: (إن هذه اللذات الحسية، إذا بحث عنها، فهي ليست لذات، بل حاصلها يرجع إلى دفع الآلام، والدليل عليه أن الإنسان كلما كان أكثر جوعاً كان الالتذاذ بالأكل أتم، وكلما كان الجوع أقل كان الالتذاذ بالأكل أقل).[٥]
العالم في حالة تغيّر مستمر والمرونة في التفكير أمر مطلوب لمواكبة التطوّرات، لذا كلما تمسكت بالمعتقدات البالية كل ما تريد معرفته كلما حرمت نفسك من فرصة الاستمتاع بالسعادة في هذه الحياة.